ماذا قال الكتاب للحاسوب

من طرف زائر الأحد أبريل 03, 2011 1:17 am

قال الكتاب لجهاز الحاسوب: " ... فررت من الأصالة و الجمال، رغم أنك لا تزن سوى بعض المال، استبدلني الناس من أجلك، رغم غلاء سعرك،
لكن قيمتي أكبر، و روح القراءة و المطالعة فيَّ تظهر، و أسحر الناس بجمال الألفاظ و المنظر، غيرَ متناسٍ لموضوعية الطرح و أهمية الجوهر، فيا أيها الجهاز كنت أبيضاً أو أسمر، فإنك من المساوئ و الأدران لا تطهر. ففيك ضياع للوقت، و إشاعة للمقت، و نشر لغزو الفكر، و التقليد الأعمى و الأعور... فتحتك السُّمُّ مضمر...
أما إن وُصِلْتَ بشبكة المعلومات كان ضررك أكبر، و لو أفدت فجرمك أوضح و أظهر..

و صدق من قال:

خير مكان في الدنا سرج سابح *** و خير جليس في الأنام كتاب.. "

رد الحاسب مستنكراً مستعظماً مستهجناً: " يا صاحبي... أطلت الغيبة و جئت بالخيبة، و سكت ألفاً، و نطقت خلفاً،...

فحالك كحالي، و حجاجك بالي، و خطأك في حقي كبير، و كلامك لا يصير، لأنه مع المنطق لا يتوافق و مع العقل لا يسير،..

فإنني لمحاسنك غير مُنكِر، لكني للتطور و الحداثة أُظهِر، كما في وسعي أن أخزن آلافاً منك و أكثر، و لولاي لكانت نسخك و مطبوعاتك أسوأ و أبلى و أفقر...

إنّ شاشتي بوتقة للعلوم، و مبعدة للهموم... إن قرصي الصلب مكتبة فخمة، خاصةً إذا اتصل بشبكة الانترنت الضخمة، يسعان الوسائط و الألعاب و الأعمال و اللكتب، بلغة الهند أو السند، العجم أو العرب... أما طابعتي، فولادة لأمثالك، و مطورة لأجيالك، مزينة لصفحاتك و محسنة لأحوالك... "

ثم تابع الحاسوب كلامه.. و ختم بقوله: " و لولا محاسني لما تغنى بي الشادي عندما شدا:

مشهور اسمي مشهور.. في كل الأرجاء يدور
مشهور اسمي مشهووور... في كل الأرجاء يدور

مهندس... مصمم... للبيووووت... للجسور
أرقام ذي و حسابات... عرض طول ارتفاعات
أرسمها أرسمها بدقة... و أصمم ليس على ورقة
أفعل ذلك بالحاسووب... افعل ذلك بالحاسووب

رغم كل ذلك، بقي الكتاب و الحاسوب في تناقش دائم و حوار مستمر تجسده الأجيال الذاهبة و الصاعدة، كل حسب ما يفضله، و كل حسب ما يراه... فأياً منهما تفضل ؟ أم أنك ترى بالتكامل بينهما