في هذه القصيدة الفريدة, رثى القاضي العلامة وجيه الإسلام عبدالرحمن بن أحمد البهكلي الشريف الملك العادل منصور بن ناصر الخيراتي الحسني - رحمه الله تعالى - بعد مقتله في معركة الملاحة سنة 1233 هـ .

في هذه القصيدة الفريدة, رثى القاضي العلامة وجيه الإسلام عبدالرحمن بن أحمد البهكلي

الشريف الملك العادل منصور بن ناصر الخيراتي الحسني - رحمه الله تعالى - بعد مقتله في

معركة الملاحة سنة 1233 هـ .

لقد أبى الضيم ماضي العزم ذو جلد * وحل من شرف العلياء في صعد

أشم يشمخ عزًا أن تلامســـــــــــــه * هوج الرياح فماذا شان كف يــد

لا يمتطي غير سرج الأعوجــــي ولا * تراه معتقلا ً غير القنــــــا الملد

يصبو إلى المجد والعلـــياء ناظــــره * حتى ينال ذراها غير مضطهــــد

يأتي غمار العلا قسرا ً وإن نكصـت * عنه الجيـــــاد تـــراه وارد الثمـد

مثلم سيفه عند الرهــــــــــــــان فلا * تداس أعقــابه في الرفع والوخد

يغشى المهـــم بقلب غير منفهـــــق * عن الثبات وعقل كامل الرشــــــد

يأبـــى الدنية حتى لا يصاحبـــــــــها * ولا يغمض عينيه على ضمــــــــد

ولا يــصعر خديــــــــه على أشــــــر * ولا يبيت على الإقتــــــارة ذا حرر

طابت مساعي عــــــــلاه إذ منابتهـا * الصريح من مضر الحمراء ومن أدد

أرومـــة من قصي عصيها أســــــل * في ركنها شــــرف العلياء والسند

ثبت الجنان كريم الخيم ما فعلــــــت * بكـ العلا بعد أن وافتكـ طـــوع يـــد

ماذا الذي عملته فيـــكـ فانخزلـــــت * ويحا ً لها كيف تقضي عزها الأيدي

أنت الذي ضربت فسطاط نخوتهـــــا * عليكـ أيام عين الدهر في رمـــــــد

كانت تراك حريًّا أن تقـــــــود لهــــا * شمُّ الجبــــال على بطحاء ذي وهـد

وأنت والله أهــــل أن تبلغهــــــــــــأ * فوق الذي طلبت من منتهى الأمـــد

لكـ الأيـــــــادي عليها إذ بنيت لهــا * بيتا ً على هامـــة الجــوزاء ذا عمد

ما كنت أحسب أن المجــــد مقصده * صرف الزمـــان بصرف فيكـ منتقـد

كنا نعدُّ الليالي منــــــــــــــكـ هائبة ٌ * كما يهابكـ ذلا ً زائـــــــــــر الأســــد

وإن أم المعـــــالي عنــــكـ حــادبة * عن أن يصيبكـ سهم البين بالقصـــد

لكن تنافس في عليـــــاك صــاهلة * من الجيـــــاد وتخت الملكـ عن حسد

وزاحمت فيكـ غايات العلا شــرفا ً * فمــــا رأتكـ مـــخلا ً عن عــلا عــدد

فأسلمتكـ يد العليـــا عـــــــــائضة * خوف اشتراط وقـــد تسمو يــد الحقـد

وصيرتكـ صريعا ً حـــــول جندلــة * تاهـــت بقربكـ منهــــا فــوق ذي حيــد

ضنَّت بك الهضبات الشم حين غدت * تحثو عليكـ وقد صانتكـ عن وهـــــد

ما كنت تخفي على عاف ٍ ومنتجع * بل كنت في كل حـــال ظـــاهر الجسد

فآلت الأرض أن لا زال ظاهرهـــا * مضخما ً بكـ لا يلوي على لحــــــــــد

ففي الحــــــياة ظهور شــامخ بذخ * وفي الممات ظهور الــــبدر في الكبد

كذا العلا حين لا ترضى مفــــارقة * لماجــد وهو فيها بيضة البلـــــــــــــد

فليعظم الأجر كفو الرزء لو قصمت * به ظهور أولي اللامـــات والســرد

وليعتبر بكـ يا ليث العـــــــــرين فتى * له إلى طلب العليــــــــــــاء قضل يد

بالله لو ملكت كفــــــاك عاملهـــــــــا * حتى أعتلى بكـ نعي الصارخ الغرد

لكنت تارك راميها بمصرحـــــــــــــه * طعم الحبارى وأشـــلاء لذي لبـــــد

لو كان يملكـ يوم الروع ذو حـــــدب * عليه منه فـــــداء كنت خير فــــــدي

لهـــان فيكـ الذي فوق الورى وسخا * من ظن بالنفس أو بالطرف والتلــد

لكن جرت حكم البـــاري وقدرتـــــــه * أن لا يقوي صريــــح الحادث العنــد

فليهنكـ الخلـــــــــد في دار النعيم مع * خير العبـــــــاد أبيكـ السيد الســـــند

وفي جــــــــــــوار علي والبتول ومن * حلَّت بهم في معــــــــاد رحمة الأحد

المصدر : كتاب فيض الفرات